تفخر الجامعة الأمريكية في بغداد بالإعلان عن تعيين عميدة كلّية الدراسات الدولية في الجامعة، د. إليزابيث بيشوب، كعضوٍ في لجنة جائزة جورج بيركنز مارش للكتاب، ممثّلةً الجامعة في الجمعية الأمريكية للتاريخ البيئي. قرأ أعضاء اللجنة مؤخراً 65 من الكتب التي نُشِرت منذ تشرين الثاني من عام 2023، وأعدّوا لائحةً بالكتب المرشّحة لنيل الجائزة لهذا العام؛ وسيُعلن الكتاب الفائز خلال الاجتماع السنوي للجمعية في شهر نيسان من العام الجاري.

ولكن ما هو التاريخ البيئي، وما الذي يجعل منه فرعاً مهماً من فروع العلوم؟

تعيد لجنة جائزة جورج بيركنز مارش للكتاب النظر بمفهوم التاريخ البيئي وتعاود نقاشه في كل عام: “هل هو تاريخ العمل، أم هو تاريخ الزراعة أو الغابات أو أفكار الناس حول البيئة الطبيعية، أم هو يتعلّق بغيرها من الموضوعات؟ ليس لدينا جوابٌ واحد؛ فاختيار الكتاب الرابح سيكون بحدِّ ذاته هو الجواب في السنة المعنية”، تقول العميدة بيشوب. تعتقد الأخيرة أن أحد أفضل الكتب التي ربحت الجائزة، والتي عبّرت على أفضل نحوٍ عن اتساع مفهوم التاريخ البيئي، هو كتاب روث روغاسكي، “التعرّف إلى منشوريا” (دار نشر جامعة شيكاغو، 2022) التي تقع بين الصين وروسيا وكوريا ومنغوليا، حيث تتداخل مشروعات البحوث البيئية بأدوات الصراع الجيوسياسي، كبحوث الحرب البيولوجية وتطبيقاتها على أرض الواقع. من أبرز الجوانب التي تقدّرها العميدة بيشوب في مؤلَّف روغاسكي هو ضمّه “كامل الطيف، من (دراسة) المتجسِّد إلى العقلي”، واعتماده كمصادر أرشيفاتٍ متعدّدة، مغطّياً منظوراتٍ متنوّعة ومتضاربة حتى، كمنظورات “صانعي المحتوى الروس (مثل الإثنوغرافيين وعلماء النبات) من القرنين التاسع عشر والعشرين، فيما كانوا يسافرون إلى منشوريا ويدوّنون ملاحظاتهم التي تعكس مُثُلَهم كأفرادٍ من النخبة المثقفة الروسية”، وأيضاً منظورات باحثين صينيين وكوريين، كأمثلة، فضلاً عمّا جاء في منشوراتٍ مختارةٍ من تلك الحقبة.

ربح الجائزة العام الماضي كتاب “الحليب والعسل: تكنولوجيات الوفرة في صناعة أرضٍ مقدّسة”، لمؤلّفته تامار نوفيك (نشرته دار نشر جامعة إم آي تي). يُبرِز الكتاب أيضاً سعة أفق التاريخ البيئي، إذ يتناول عمليات السلب ومحاولة المحو ليس فقط من الجغرافيا، بل أيضاً من التاريخ، التي يتعرّض لها السكان الأصليون في فلسطين على أيدي المستوطنين الصهاينة. يركّز عمل نوفيك على التحولات في الزراعة والتكنولوجيا التي جلبها المستوطنون، وأثرها على أساليب الحياة التقليدية للفلسطينيين.