جواد علي أحمد

أعتقد أن قرار المرء ينتج عن عوامل نفسية واجتماعية وتجارب أخرى غيّرت نظرته للحياة، التجارب التي شكلت شخصيته، كل قرار نتخذه في الحياة مرتبط بطريقة ما بهذه التجارب. بالنسبة لي، كانت جميع التجارب وقصتي بأكملها هي التي دفعتني للانضمام إلى هذه الجامعة.

ولدت في قرية صغيرة تُدعى العباسية بالقرب من نهر دجلة، على بعد 20 كيلومتراً شمال سامراء. لدي أربعة إخوة؛ أمي ربة منزل، وأصبح والدي موظفاً في الحكومة العراقية قبل بضع سنوات. كانت عائلتي تنتمي للطبقة المتوسطة، مثل الكثير من الناس هناك. كان معظم المواطنين يعملون في الزراعة، وبالنسبة للعديد من العائلات كانت هذه هي المصدر الوحيد للدخل.

عندما كنت صغيراً، عانيتُ من مشاكل صحية متعددة. قضيت طفولتي أجري عمليات جراحية عدة مرات في مدن مختلفة في العراق وسوريا. لم أكن قادراً على اللعب مثل الأطفال الآخرين بسبب مخاوفي الصحية، وكوني تحت تأثير الأدوية التي أجبرتني على البقاء في الفراش. وفي النهاية تغلبت على مشاكلي الصحية في العام 2012، وهذا مهّد الطريق لي وشجّعني على متابعة اختيار المجال الطبي لمساعدة الآخرين في معاناتهم مع الأمراض.

علمني والدي اللغة العربية وكنت قادراً على القراءة والكتابة والاستماع والتحدث بالعربية بشكل جيد جدًا قبل سن السادسة. عندما التحقت بالمدرسة الابتدائية، علمني والدي الأبجدية الإنجليزية وبعض المفردات الأساسية وأراني كيفية تحسين مهاراتي في الإنجليزية. مع نموي، كنت مفتوناً بفنون مختلفة من ثقافات مختلفة، خاصة الغربية واليابانية. حتى الآن، كانت الفترة من 2010 إلى 2014 واحدة من أكثر الفترات بهجة وراحة في حياتي.

في عام 2014، دخلنا في فترة مضطربة وصعبة للغاية، إذ عانى العديد من العراقيين من أوقات صعبة واضطرابات نتيجة التغيرات التي شهدتها البلاد، الحرب الأهلية والإرهاب الذي أصاب أمتنا العظيمة. في كل هذا الاضطراب، غزا الإرهابيون مدننا وبلداتنا بما في ذلك بلدتي، وأسروا العديد منا بما في ذلك عائلتي. تغلبنا على هذه الأوقات الصعبة بإرادة لا تلين للبقاء على قيد الحياة، والنجاح في الحياة، بينما أعدنا بناء حياتنا بعد هذه الأوضاع القصوى.

أنا بالفعل شاهد على اضطرابات وأوقات صعبة، وكنت أحاول التغلب على هذه التجارب المؤثرة في الحياة، أحاول العثور على أفراد يشبهونني في التفكير، أو مكان يمكنني فيه إيجاد الأمل والتفهم، وسيلة للتعبير عن نفسي ومتابعة طموحي المستمر في مساعدة الناس في بلدي. لم أجد إجابة حتى انضممت إلى الجامعة الأمريكية في بغداد. في هذه الجامعة، يمكنني القول إنني وجدت الأمل لتغيير شيء ما في وضعنا، الإجابة كانت أنني لا أستطيع فعل أي شيء بمفردي، أحتاج إلى العمل مع أشخاص يشاركونني القيم نفسها، ووجدتهم هنا في الجامعة الأمريكية في بغداد. مكّنتني الجامعة الأمريكية في بغداد من امتلاك الأدوات التي احتاجها لمتابعة طموحاتي، من هيئة التدريس الدولية المتخصصة إلى المرافق العالمية التي تساعدنا في تحقيق أهدافنا. هنا في الجامعة الأمريكية في بغداد، وجدت منصتي لتحقيق أهدافي وأحلامي، وتعلمت هنا أنه بالعمل الجاد والمثابرة يمكنني تحقيق أي شيء.