“ترزح القارة الإفريقية تحت ضغوطاتٍ عدّة، إقتصادية واجتماعية وسياسية… نجِدُ في منطقة الساحل الغربي إداراتٍ عسكريةٍ جديدةٍ ذات ميولٍ علمانية، وقد طردت فرنسا وحظرت الأمم المتحدة، محاولةً إنشاء كونفدراليةٍ جديدة. نيجيريا، الدولة ذات الناتج المحلي القائم الأضخم في القارة، تجد نفسها على الحافة بسبب التضخم والتحديات الأمنية”، يقول د. آدم ماير، الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية في الجامعة الأمريكية في بغداد. على هذه الخلفية، يشرح د. ماير أن “الاتحاد الأوروبي يحاول المساعدة في إصلاح قطاع الأمن في غرب إفريقيا وعموم منطقة الساحل، مُدَعِّماً قدرات الحكومات على مجابهة التحديات الأمنية بنجاح”.

شارك د. ماير بتأليف مقالٍ حول الموضوع، كان عنوانه، “تصدير الأمن إلى إفريقيا في ظروفها الأكثر سيولة: مشروع GAR-SI  الساحل ودور الحرس المدني الإسباني في إعادة بناء الأمن في منطقة الساحل”، بالتعاون مع الباحث في “معهد الجنرال غوتيريز ميلادو” لأبحاث الأمن، د. أندريس دي كاسترو، وآخرين. نُشِر المقال في آذار 2024 في مجلة “هويات إفريقية” العلمية المصنّفة في الفئة الأولى (Q1) من قاعدة بيانات سكوبس.

بينما ركّز المقال نفسه على الأبعاد العسكرية والأمنية في أزمات منطقة الساحل الإفريقي، استفاض د. ماير بشرح الأبعاد الاقتصادية-السياسية للصورة العامة: “إن الدولة الإفريقية النيوليبرالية مؤسّسةٌ جوفاء لديها القليل القليل من الموارد والقدرات، لكن عليها مسؤوليات كثيرة، خاصةً تجاه مجتمع الدائنين الذي يفرض المشروطية” على الدول المدينة. يحاجج د. ماير لأجل “إعادة بناء قدرات الدول قبل أن تستولي على القارة بأكملها أنظمةٌ عسكريةٌ تحظر الأحزاب أو أحزابٌ تستأثر بالسلطة وفق نظام الحزب الواحد، كما حصل في ثمانينات القرن الماضي”، داعياً إلى “عقليةٍ جديدةٍ في الغرب تفهم أن لدى الأمم الإفريقية مجدَّداً، في عالم اليوم، خياراتٌ حقيقيةٌ في مجال السياسة الخارجية، وأن سياسات التقشّف الدائمة والعداء النيوليبرالي للدولة وللسياسة الصناعية لن تعمل بعد اليوم”.

يجدر التنويه هنا بأن د. ماير قد عُيِّن حديثاً محرّراً زائراً لعددٍ خاص من مجلة “هويات إفريقية” عنوانه، “الماركسية العسكرية وعودة الكومبرادورية: الأنظمة الإفريقية في مرحلة ما بعد الاشتراكية وماضيها”. يهدف العدد قيد التحضير إلى استكشاف ومناقشة التجربة التاريخية والآفاق أمام الدول الإفريقية التي، “في ستينات وثمانينات القرن الماضي، كان لديها أنظمة اشتراكية الدولة وديمقراطيات شعبية ودول جذرية، غالباً ما هيمنت عليها القوات المسلحة”.