يتواصل العمل في مشروع البحث العلمي حول أمراض جهاز المناعة والالتهابات والسرطانات، الذي يتعاون فيه باحثون في الجامعة الأمريكية في بغداد مع زملاء لهم في جامعة بروكسل الحرة وجامعة محمد الأول في المغرب والجامعة اللبنانية، والذي أثمر حتى اللحظة نشر زهاء 13 مقالاً علمياً خلال السنتين الأخيرتين. كانت آخر ثمار هذا المشروع مقالاً علمياً نشرته مجلة “Inflammopharmacology” (مجلةٌ علميةٌ من المستوى الأول Q1 صادرة عن دار “سبرينغر”)، عنوانه “استهداف السيف ذي الحدّين: دور السيتوكينات كمسبِّبٍ للأمراض المناعية الذاتية وعلاجٍ لها “، ومؤلّفه الرئيسي ومؤلفه المراسل الأستاذ المشارك في علم الأحياء في الجامعة الأمريكية في بغداد، د. محمد فياض قازان.
يركّز البحث على أمراض المناعة الذاتية التي تتزايد نسبتها عالمياً، مثل الروماتيزم والالتهاب الكبدي والأمراض الجلدية وبعض الأمراض العصبية، والتي تنشأ حين يشرع جهاز المناعة في محاربة الجسم وأعضائه بدل الدفاع عنه ضد العناصر الخارجية الضارّة، يقول د. قازان، مشيراً إلى أن الأسباب في ذلك تتنوّع بين طفرات جينيّة معيّنة والتعرّض لمختلف أنواع الملوّثات، فضلاً عن الضغط النفسي ونقص الفيتامينات. “الخطوة الأولى للعلاج هي فهم سبب هذه الأمراض، وهذا البحث يقدّم شرحاً وافياً لدور السيتوكينات بوصفها المسبّب الأساسي لهذه الأمراض، فهي وسيلة التواصل بين جهاز المناعة وأعضاء الجسم، (والخلل في عملها) يؤدي إلى فشل أو تدمير الأعضاء الداخلية،” يشرح الباحث، منوّهاً بتناول المقالة العلمية كيفية حصول هذه العملية والعوامل المحفّزة لها، فضلاً عن أحدث أنواع العلاجات، خاصة تلك الموجَّهة، أي التي تستهدف السيتوكينات التي اختلّ عملها، فتوقف هذا العمل لمنع تطوّر الحالة المرضية، وذلك على العكس من العلاجات غير الموجَّهة، ذات المضاعفات السلبية على عموم الجسم.
تكمن أهمية البحث، وفقاً للدكتور قازان، في أنه يعني مختلف شرائح المجتمع العلمي، بدءً بالطلاب والباحثين في مجال الأمراض وجهاز المناعة، “لأنه يحدّث معرفتهم بكيفية حدوث هذه الأمراض، وكذلك الأطباء والعاملين في الحقل الطبي، لأنه يلقي الضوء على أحدث العلاجات.” أما نشر المقال في مجلةٍ علميةٍ دوليةٍ من المستوى الأول (Q1)، رائدةٍ في الموضوعات التي تناولها البحث، فيعني أن باحثين خبراء في المجال قد نقدوا المقال ووجدوا أنه يضيف إضافةً جدّيةً إلى الأدبيات المنشورة حول الموضوع وأنه “كافٍ وشاملٍ ويتطرّق إلى تفاصيل التفاصيل،” يقول الباحث.