في ندوةٍ أخرى من سلسلة المحاضرين الضيوف التي تنظّمها كلّية الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية في بغداد، تحدّث د. نبيل التكريتي، الأستاذ في تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ماري واشنطن في ولاية فرجينيا الأمريكية، إلى جمعٍ حيويٍ من الحضور، من طلبة الكلّية وأعضاء هيئتها التدريسية وغيرهم من المهتمين، حول “قتل الذاكرة بالإهمال وانهيار الذاكرة الجمعية العراقية”.
يشير مصطلح “قتل الذاكرة” إلى التدمير المتعمَّد للإرث الثقافي والتاريخي لشعبٍ ما ومحاولة محوه؛ وقد استخدم المتحدث عبارة (Mnemocide) الإنكليزية، وجذرها إسم إلهة الذاكرة الإغريقية، (Mnemosyne). قدّم د. التكريتي خلال الندوة عرضاً حول التدمير الكلّي أو الجزئي والنهب الذي طاول أبرز المكتبات ودور الوثائق في العراق، في الفترة خلال وبعد الغزو البريطاني-الأمريكي في عام 2003. ومن تلك المكتبات والدور مكتبة المجمع العلمي العراقي ودار المخطوطات العراقية ودار الكتب والوثائق وبيت الحكمة ومكتبة الأوقاف المركزية.
حظي نهب المتحف الوطني العراقي آنذاك بوافر التغطية الإعلامية واهتمام الجمهور، قال د. تكريتي، شارحاً أن الهدف من العرض الذي قدّمه إلقاء الضوء على جرائم بحق الإرث الحضاري والذاكرة الجمعية للعراق حظيت باهتمامٍ إعلاميٍ وشعبيٍ أقل. وتحدّث الضيف عن “هرميةٍ في القيمة الإنسانية (والحضارية) المتصوَّرة”، حيث يُنظَر إلى حضاراتٍ وشعوبٍ ما على أنها أدنى مرتبة، وبالتالي لا تستحق الحماية.