يواصل الدكتور باهر ديهوم، الأستاذ المساعد في كلية الصيدلة في الجامعة الأمريكية في بغداد، مسيرته البحثية المتميّزة التي جعلته من أبرز العلماء في المنطقة في مجال العلاج الدوائي باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد. فقد نشرت مؤخراً مجلة علمية عالمية من الفئة الأولى، من إصدار الناشر المرموق “سبرينغر نيتشر لينك”، مقالاً بحثياً بعنوان “غرسات الجابابنتين المصنّعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد للإطلاق المستدام للدواء”، كان مؤلفه الرئيسي الدكتور باهر ديهوم.
يتناول البحث تطوير غرسات دوائية مبتكرة مصنّعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ومحمّلة بعقار الجابابنتين، المستخدم عادة في علاج الألم العصبي، بحيث تُزرع تحت الجلد لتوفير إطلاق دوائي مستمر وطويل الأمد. وقد تم تنفيذ هذا البحث بالتعاون مع جامعة تكساس في أوستن وعدد من الجامعات العالمية، في إطار سعي الجامعة الأمريكية في بغداد إلى تعزيز الشراكات البحثية الدولية وتطوير حلول علاجية مبتكرة تخدم مستقبل الرعاية الصحية في العراق والمنطقة.
وفي سياق نشاطه العلمي الدولي، قدّم الدكتور باهر مؤخراً محاضرة علمية مدعوّة في مؤتمر الجمعية السعودية للقلب بالمملكة العربية السعودية، بعنوان “تعزيز النتائج العلاجية للأمراض القلبية الوعائية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد”. تناولت المحاضرة أحدث الاتجاهات في تصميم أنظمة دوائية وأجهزة علاجية مخصّصة للمرضى، مثل الدعامات الحيوية المطبوعة ثلاثياً وأنظمة الإطلاق الموجّه للأدوية القلبية، مسلطاً الضوء على إمكانات هذه التقنية في تحسين فعالية العلاج وتقليل آثاره الجانبية، لتفتح آفاقاً جديدة نحو الطب الشخصي في أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويأتي هذا الإنجاز امتداداً لمسيرة علمية حافلة بالتميّز والمشاركات الدولية، من أبرزها العرض الشفهي الذي قدّمه الدكتور باهر في مؤتمر الاتحاد الدولي للصيدلة (FIP) في كيب تاون – جنوب أفريقيا، حول تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد في علاج سرطان العظام، والذي حظي باهتمام واسع من المجتمع العلمي العالمي.
يرى الدكتور باهر أن الطباعة ثلاثية الأبعاد تمثل ثورةً في عالم الأدوية، إذ تتيح تصميم جرعات علاجية مخصّصة لكل مريض على حدة، بما يعزّز دقة العلاج ويقلّل من آثاره الجانبية. ومع دمج هذه التكنولوجيا بالذكاء الاصطناعي، فإن مستقبل الصيدلة سيتّجه نحو علاجات أكثر ذكاءً وأماناً وفعاليةً، قادرة على إعادة تشكيل مفهوم العلاج الدوائي في العقد المقبل.
“أشعر بالفخر بأن أضع اسم الجامعة الأمريكية في بغداد في الصفوف الأمامية للبحث العلمي العالمي. هذا الإنجاز رسالة واضحة بأن جامعتنا قادرة على المنافسة والإبداع، وأن العراق يمكن أن يسهم بقوة في صياغة مستقبل العلوم الطبية”، يقول الدكتور باهر ديهوم.
يُذكر أن الدكتور باهر ديهوم يمتلك أكثر من 20 عاماً من الخبرة في التدريس والبحث الأكاديمي في جامعات عالمية وإقليمية مرموقة، وهو زميل برنامج “فولبرايت” من جامعة تكساس في أوستن بالولايات المتحدة الأمريكية. وتشمل اهتماماته البحثية تقنيات توصيل الدواء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وأنظمة الإطلاق الذكي للأدوية، إلى جانب إشرافه على مشاريع بحثية مبتكرة تسهم في تطوير التعليم الصيدلاني والبحث العلمي في العراق والمنطقة.
