صدر عن دار النشر في الجامعة الأمريكية في بغداد كتاب “عودة طالبان: أفغانستان بعد انسحاب الأمريكان”، لمؤلفه د. حسن عباس وترجمة د. سـعد الحَسَـني. وكانت النسخة الأصلية من الكتاب، باللغة الإنكليزية، قد صدرت عن دار النشر في جامعة ييل عام 2023.

يُعتبَر الكتاب رائداً في تناوله حركة “طالبان الجديدة”، باحثاً في هويتها وتكوينها وأهدافها واستراتيجيتها، وساعياً لرصد نقاط اختلافها عن الحركة التي أسقط الاجتياح الأمريكي حكمها عام 2001. يغوص المؤلف في التباينات ما بين “المعتدلين” و”المتشدّدين” في الحركة، محاولاً رسم ملامح أبرز القادة، ومتناولاً التحدّيات التي تواجه طالبان في حكمها البلاد، من “الأزمات الإنسانية” إلى تهديد “الدولة الإسلامية في خراسان”. ويتناول الكتاب أيضاً العلاقات الدولية للحكم الأفغاني الجديد، مع التركيز على العلاقات مع الصين ودول آسيا الوسطى.

يتيح الكتاب استخلاص “درسِ الأفغان بالنسبة للعالم العربيّ عموماً، والعراقِ على وجهِ الخصوص… بعد سقوطِ الدكتاتورية في العام 2003، ووقوعِ العراقِ تحت الاحتلال الأمريكي”، كتب مساعد رئيس الجامعة الأمريكية في بغداد للشراكة المؤسّسية، د. حسن ناظم، في التوطئة التي وضعها للنسخة العربية من الكتاب. يدعو د. حسن ناظم لرصد مآلات التجربة الأفغانية واستخلاص العِبر، إذ تخوض طالبان “مرحلةً انتقاليةً تتحوّلُ فيها من ’مجموعةٍ مسلّحةٍ‘ إلى ’مجموعةٍ سياسيةٍ‘ تُشكِّلُ حكومةً وتُديرُ بلداً”؛ وذلك يتطلّب “تغييراً في العقلية” و”انخراطاً في المؤسسات الحديثة” وتنميةً “لمهاراتٍ مختلفة”، وفقاً للمؤلف.

مؤلّف الكتاب، د. حسن عباس، باحثٌ باكستانيٌ – أمريكيّ، وأستاذٌ في العلاقات الدولية في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية (NESA) التابع لوزارة الدفاع الأمريكية. ومترجم الكتاب إلى العربية، د. سعد الحَسَني، كاتبٌ بارزٌ عمل أستاذاً للغة الإنجليزية في جامعة بغداد لعقود، وهو يعمل الآن رئيساً لقسم اللغة الإنجليزية في جامعة الإسراء في بغداد، وقد كتب وترجم عشرات الكتب في الأدب والتاريخ.