نظّم قسم خدمات التسجيل والشؤون الطلابية في الجامعة الأمريكية في بغداد ورشة عملٍ لتوعية الطلّاب حول أنواع المخدِّرات ومختلف العقاقير المسبّبة للإدمان ومخاطر تعاطيها، فضلاً عن سُبُل الوقاية من الوقوع في فخ الإدمان، والآليات الصحّية للتعامل مع الضغوطات؛ وحثّ المتحدّثون الطلّاب على طلب المساعدة عند الحاجة من الجهات الصحيحة، عوضاً عن الهروب من الواقع إلى تعاطي المخدِّرات. إستضاف “الفضاء الأمريكي” في الجامعة ورشة العمل التي تحدّث فيها مدير النشر والتثقيف في المُفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، السيد براء نجيب الحديثي، والعميد زياد الساعدي، من المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في وزارة الداخلية العراقية.
غالباً ما ينبع الإغراء بتناول المخدِّرات، خصوصاً لدى الناشئة، من رغبةٍ بالهرب من الواقع، معزَّزاً بشعورٍ بالنقص تفاقمه صورة المشاهير في الإعلام، قال مساعد الرئيس لخدمات التسجيل والشؤون الطلابية في الجامعة الأمريكية في بغداد، د. جايمس باوندر، في كلمته الافتتاحية. رأى د. باوندر أن ضغوطات الإعلام، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، على الفتيان تحديداً تدفع بأعدادٍ متزايدةٍ منهم إلى ممارسة رياضة كمال الأجسام مع تعاطي المنشّطات وهرمونات النمو البشري، “ليظهروا كمِستر يونفرس أو مستر أولمبيا”، مشيراً إلى المخاطر الصحّية الكبيرة والتشوّهات التي تُحدِثها هذه المواد التي اعتبرها مساويةً، في الإدمان الذي تسبّبه والضرر الذي تُحدِثه، بالمخدرات وسائر المواد المؤثرة عقلياً. “إن الحياة الجيدة تماماً ممكنةٌ عبر تنمية الشخصية” وعبر نمط حياةٍ صحّيٍّ ونشط، أكّد د. باوندر، لافتاً إلى توافر خدمات الصحّة النفسية في الجامعة للطلاب، لمساعدتهم على مواجهة أي مصاعب يمرّون بها، فضلاً عن توافر متنفَّساتٍ أخرى كالمنشآت الرياضية ومختلف الأنشطة الطلابية.
“الفقر والبطالة يشكّلان البيئة المناسبة (لانتشار) المخدّرات”، ومن هنا فإن الظاهرة هذه أقل تفشّياً “في البلدان الصناعية المستقرة”، أشار السيد الحديثي، مؤكّداً أن “التعليم والتمكين طاردان (لظاهرة) المخدرات”، ومحذّراً من اقتران جرائم تعاطي المخدرات والاتجار بها مع جرائم الاتجار بالسلاح والبشر التي ترتكبها العصابات بشكلٍ منهجيٍّ ومنتظم. أما العميد الساعدي، فاستعرض أنواع المخدِّرات ومخاطر كلٍّ منها، لافتاً إلى أن “الاصطناعية منها (الحبوب المركّبة كيميائياً) هي الأخطر”، وأن الطلب عليها هو الأكبر. إستفاض العميد الساعدي بالحديث عن دور رفقة السوء في دفع الضحايا إلى تعاطي المخدرات، ملقياً الضوء على أهمية العلاقات العائلية السليمة والروابط الاجتماعية التقليدية أو الصحّية في تحصين الأفراد وتجنيبهم الوقوع في فخّ التعاطي. كما ألقى الساعدي الضوء على برنامج تأهيل ضحايا المخدرات لدى وزارة الداخلية، منوّهاً بتخليصه ما يربو على ألفَي شابٍ وشابة من الإدمان وتأهيلهم للعودة إلى الحياة الاجتماعية الطبيعية عبر تعليمهم مختلف المهن، وعبر تشجيعهم على القراءة وتوفير مكتبةٍ لهذه الغرض.