توفيت الدكتورة دون جينين ديكل، التي كانت قوةً للتغيير في التعليم العالي الدولي وعضواً عزيزاً في مجتمع الجامعة الأمريكية في بغداد، في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا بتاريخ ٢٦ أيّار ٢٠٢٥، عن عمرٍ ناهز ٥٨ عاماً.

عملت الدكتورة ديكل في الجامعة الأمريكية في بغداد في الفترة من ١٤ تشرين الأول ٢٠٢١ حتى ١٠ كانون الأول ٢٠٢٣، حيث كانت عميدةً لكلّية القانون ثم مساعدةً لرئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية. أسهمت الراحلة في كلا الدورين في إرساء الأسس الأكاديمية والبنيوية لجامعةٍ لا تزال في سنواتها الأولى، وقادت عملية تطوير المناهج والسياسات الأكاديمية والتخطيط الاستراتيجي.

“كانت دون ديكل بنّاءةً بحقّ، لا في البرامج والسياسات حسب، بل في بناء الإنسان ورسالته. إنّ قيادتها في الجامعة الأمريكية في بغداد وفي مختلف أنحاء العالم تركت أثراً لا يُمحى.”
— الدكتور مايكل مولينكس، الرئيس المؤسِّس للجامعة الأمريكية في بغداد

جاءت فترة عملها في الجامعة الأمريكية في بغداد بعد مسيرة عالمية لافتة في قيادة الجامعات، فقد كانت أول امرأة تتولى رئاسة جامعة عراقية، هي الجامعة الأمريكية في السليمانية، وقادت لاحقاً مؤسسات في نيجيريا ومنغوليا وأفغانستان. وفي الجامعة الأمريكية في نيجيريا، أطلقت كلّية جديدة للهندسة وأنشأت برامج تعليمية للفتيات المحرّرات من تنظيم داعش، ووسّعت نطاق التمويل الدولي من خلال قيادتها. وحين وفاتها، كانت تشغل منصب عميدة كلية توماس جيفرسون للقانون في سان دييغو.

لا تقل مسيرة دون ديكل الأكاديمية تألقاً عن مسيرتها المهنية. فقد حصلت على شهادة الدكتوراه في القانون (J.D.) من جامعة ستانفورد، وعلى درجة الدكتوراه في علم النفس من كلية دارتموث، وقبلها درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة تكساس إيه آند إم. شملت بدايات مسيرتها المهنية أدواراً تدريسية في الولايات المتحدة وسنغافورة، حيث طورت برامج رائدة في القيادة والأخلاقيات وحصلت على العديد من الجوائز في التميّز التدريسي.

“كانت الدكتورة ديكل مواطنةً عالمية وخادمةً للمعرفة. لقد أسهم عملها في تعزيز رسالة التعليم في بعضٍ من أكثر مناطق العالم تعقيداً. سنفتقدها حقاً.”
— الدكتور زهير عطية، مساعد الرئيس للشؤون الأكاديمية

عُرفت بشجاعتها وذكائها وإيمانها العميق بأن التعليم أداةٌ لبناء السلام وتحقيق التقدّم. سواءً كانت تضع خطة استراتيجية أو تُوجّه أحد أعضاء هيئة التدريس الشباب أو تدافع عن الطلبة في المجتمعات المحرومة، كانت الدكتورة ديكل تقود بأسلوبٍ يتّسم بالهدف والسماحة.

امتد تأثيرها عبر القارات، لكنها تركت في الجامعة الأمريكية في بغداد أثراً حاسماً ساعد الجامعة على اتخاذ أولى خطواتها الجريئة.

تترك الدكتورة ديكل وراءها عائلتها وأصدقاءها والمجتمع العالمي من المربّين والطلبة والزملاء الذين استلهموا رؤيتها وعطائها.