في إطار جهدٍ يهدف إلى تعزيز القدرات الوطنيّة والإقليميّة الأوسع في مجال الرصد الجوّي والبحوث العلمية ذات الصلة، تعاونت الجامعة الأمريكية في بغداد مع الجامعة المستنصرية على نشر نظامٍ أرضيٍّ لقياس ضوء الشمس (إيرونيت) في حرم الجامعة المستنصرية، مندمجاً في شبكة الرصد الجوّي العالمية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).
“إيرونيت” مشروعٌ يدمج شبكات استشعار عن بُعد أرضيّة خاصة بالهباءات الجويّة، أنشأته وكالة ناسا ومختبر البصريات الجويّة في جامعة “ليل“ الفرنسية، وقد “توسّع بشكلٍ كبير بفضل (مختلف) الشبكات والمتعاونين من هيئاتٍ وطنية ومعاهد وجامعات وعلماء وشركاء”، وفقاً لناسا. توفّر الشبكة قاعدة بياناتٍ طويلة الأمد ومتواصلة عن العمق البصري للهباء الجوي وخصائصه الميكرو–فيزيائيّة والإشعاعيّة، تخدم أيضاً غرض التحقق من نتائج الاستشعار بالأقمار الصناعيّة وتتيح التكامل مع قواعد بيانات جويّة أخرى.
يتيح نشر هذا الجهاز الشبكي إجراء البحوث ويزوّد صانعي السياسات بالمعطيات بشأن قضايا البيئة والصحّة والطاقة، ما يُكسِبه أهميةً خاصة للعراق والمنطقة الأوسع. فتعرّض البشر للجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء يُسهم في ملايين الوفيات المبكّرة سنوياً على مستوى العالم. ويمكن لبيانات “إيرونيت” أن تسهّل إصدار إنذاراتٍ بالعواصف الرملية وتُسهم في ترشيد السياسات الصحية، مثل رفع جاهزيّة المستشفيات وتوجيه التخطيط الحضري لتقليل التعرّض للجسيمات الهوائية. كما تدعم هذه البيانات إجراءات التخفيف من تغيّر المناخ، بما في ذلك تقييم إمكانات الطاقة المتجددة تحت ظروفٍ مختلفةٍ للهباء الجوي. إن القياسات الدقيقة للهباء الجوي تدعم النماذج التي تُقدّر تراجع مدى الرؤية وإمكانات الطاقة الشمسيّة والتأثير الإشعاعي، بما يُسهم في إدارةٍ بيئةٍ أفضل وتخطيطٍ أدق لمشروعات الطاقة المتجددة.