شرعت الجامعة الأمريكية في العراق – بغداد مؤخراً بتشكيل مجلس أمناءٍ لتنظيم أعمالها بما يتماشى مع أسس التعليم الجامعي الأمريكية والدولية ولا يتعارض مع القوانين الحالية المنظمة لذلك بجمهورية العراق، حيث تنوي الجامعة الأمريكية في العراق – بغداد أن يضم مجلس الأمناء المزمع تشكيله أعضاء جدد ذوي خبراتٍ طويلة في العمل الحكومي والأكاديمي وفي المجال الاستشاري الخاص، علي أن يتم توزيع المناصب القيادية لتضخ دماءً جديدةً في عروق الإدارة العليا ولتضيف إلى ثروة الجامعة من المعارف والخبرات المتنوعة والمنظورات الجديدة.
أبرز المقترحات الخاصة بمجلس الأمناء المزمع تشكيله بدأت من تغيير المواقع القيادية بالجامعة، حيث كان الرئيس السابق للجامعة، د. مايكل مولنيكس_ وهو قامةٌ أكاديميةٌ مميّزة وقائدٌ مخضرمٌ في مجال التعليم العالي_ يقوم بتنفيذ مهام إدارة الجامعة بما يتماشى مع القوانين العراقية السارية خلال الفترة الماضية، والتي كانت تعادل ما هو معروف عالمياً على أنه مجلس أمناء. إلا أنه، وفي الفترة الأخيرة، جرى ترشيح د. برادلي كوك رئيساً جديداً للجامعة، خلفاً للدكتور مايكل مولنيكس. وتنوي الجامعة أيضاً ضم السيد أولين وذنغتون إلى مجلس الأمناء المزمع تشكيله، وكان الأخير قد لعب دوراً أساسياً في صوغ السياسة الاقتصادية للعراق بعد حرب عام 2003، وتسنّم مناصب رفيعة في الإدارة الأمريكية، بما في ذلك كمبعوثٍ خاص إلى الصين ومساعدٍ لوزير الخزانة للشؤون الدولية، فضلاً عن مساعدٍ خاص للرئيس وأمينٍ تنفيذيٍّ لمجلس السياسة الاقتصادية في البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج بوش الأب. والسيد وذنغتون هو أيضاً مؤسّس ورئيس مجلس إدارة شركة الاستشارات “وذنغتون الدولية” المتخصّصة بالاستثمار والأعمال، وهو كذلك المدير التنفيذي لـ”مشروع إعادة تشكيل مستقبل آسيا-المحيط الهادئ” في “مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن” التابع لـ”المجلس الأطلنطي”.
ولما كان على أي جامعةٍ تزاول نشاطها الأكاديمي والجامعي وفقاً للنمط الأمريكي، ولكي تتمكن من نيل الاعتماد، أن يكون لها مجلس (أمناءٍ) مستقلٍّ يتخذ القرارات التي هي الأفضل لمصلحة الطلبة والهيئة التدريسية والكادر الإداري؛ ونظراً لعدم تطرّق القانون العراقي الساري حالياً، سواء كان بالسماح أو المنع، لتشكيل مثل هذا المجلس ومنحه صلاحيات محددة او مطلقة لإدارة شؤون الجامعات المسجلة بالعراق، إلا أن الجامعة الامريكية في العراق بغداد تؤمن بأن تشكيل مجلس أمناء للجامعة، بما يتوافق والمعايير الأكاديمية الأمريكية، هو خطوةٌ مهمةٌ إلى الأمام. وفي هذا الشأن علّق د. مولنيكس قائلاً إن الجامعة الأمريكية في العراق- بغداد “تسعى لتشكيل مجلس أمناء واختيار أعضائه ممن يمثّلون منظوراتٍ متنوعةٍ من مختلف أنحاء العالم ومن مختلف الجنسيات.” وأشار الأكاديمي المخضرم إلى “حاجة الجامعة للنصيحة والإرشاد من أُناسٍ من الخارج، حول الاتجاهات الحديثة ومختلف الأشياء الجديدة التي على الطلبة تعلّمها… ما هو الجديد وما هي التكنولوجيات الحديثة في مختلف القطاعات؟ لذا، فإن الجامعة بحاجةٍ إلى مجلسٍ خارجيٍّ للأمناء.”
“أُنشِئت الجامعة الأمريكية في العراق بغداد لتقدّم للجمهور العراقي، ولا سيما الشباب، تعليماً عالي الجودة، بمستوىً عالمي. وبصفتنا القائمين على إدارة الجامعة، فإننا نتحمل ما نُسمّيه المسؤولية الائتمانية للحفاظ على هذه الرؤية، ولضمان استمرارها وتعزيزها وتوسيع نطاقها، وكذلك صون القيم التي أُسِّست عليها الجامعة في بداياتها”، قال السيد ويذينغتون، وأضاف: “يتمتّع العراق بثرواتٍ طبيعيةٍ هائلة، وأعُدّ من ضمنها مواهب شعبه. نحن جميعاً ندرك أن هذا البلد هو مهد الحضارة، ولذلك، فهو لا يقدّم للعالم هذا التاريخ الغني فحسب، بل يمتلك أيضاً الإرادة لمواصلة الإسهام، ليس فقط على المستوى المحلي، بل كذلك على الصعيد العالمي، في ثقافة السلام والاستقرار والانفتاح على الآخرين.”