“لم أختر، ولكن لو خُيِّرت لاخترت أن أكون عربياً… لا زلت أؤمن بلساننا العربي، وأدعو نفسي وأدعوكم للتمسّك به،” قال الطالب في كلّية الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية في بغداد، محمد الحامد، في كلمةٍ ألقاها في الحفل الذي نظّمه قسم التسجيل والشؤون الطلابية في الجامعة واستضافته قاعة الفضاء الأمريكي في الحرم الجامعي، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية. وكان الطلاب نجوم الحفل الذي طغت القراءات الشعرية على برنامجه وتخلّلته كلماتٌ بالعربية الفصحى، تمحورت حول موضوعات الهوية والثقافة والانتماء.

تعمل الجامعات الأمريكية على أن ينغمس طلابها في الثقافة الأمريكية، غير أن ذلك لا يعني أبداً أن على الطلاب أن ينسوا ثقافتهم الأصلية، بل على العكس من ذلك، عليهم أن يحترموا ثقافتهم ويحتَفوا بها، قال مساعد الرئيس لخدمات التسجيل والشؤون الطلابية في الجامعة الأمريكية في بغداد، د. جايمس باوندر، في كلمته الافتتاحية في الحفل. وقد أظهر الطلاب على أوضح نحوٍ إدراكهم العميق للعُرى الوثقى بين لغتهم القومية وموروثهم الحضاري الكبير والموغل في القِدم ومفردات حياتهم اليومية في جميع مناحيها، ومنها العملية والعلمية والوجدانية.

“ليست اللغة مجرّد أداةٍ للتواصل، بل هي بوابةٌ لتاريخ الأمة وحافظةٌ لموروثها الحضاري… لغتنا تربطنا بإخواننا العرب من نهر الفرات إلى المحيط الأطلسي… لغتنا هي حُب العراق الذي زُرِع فينا… وهي صلاةٌ يومية؛” وهي أساساً لغة الحياة اليومية في جميع أوجهها ومشاغلها، قال الطالب محمد الحامد  في كلمته، داعياً إلى العمل على “تعزيز مكانة اللغة العربية، علماً وفناً.”

تألّق الشاعر علي عبد الكريم، الطالب في كلّية الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية في بغداد، في تلاوته أشعاراً أبدع في تأليفها، تنوّعت موضوعاتها بين مناجاة الوالدَين والغزل، وتفاعل معها الحضور على نحوٍ لافت. أما الطالب دانيال إبراهيم، المولود في ألمانيا لأبٍ عراقيٍّ وأُمٍّ ألمانية، فتميّز إلقاؤه بلغةٍ ونطقٍ فصيحٍ جميل، إذ تحدّث عن نشأته في بيته حيث حرص والده كل الحرص على تعليمه العربية، وحيث “كان حُب اللغة متجذراً… العربية ليست مجرّد لغة، بل رحلةٌ تستحق كل لحظة لاستكشافها،” قال دانيال.