أطلقت كلّية الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية في بغداد “سلسلة محاضرات المتحدّثين الزوّار”، وهي حدثٌ أسبوعيٌ متجدّدٌ ومفتوحٌ للمهتمين، يجلب خبرات باحثين مرموقين عالمياً إلى طلبة الدراسات الدولية أساساً، وإلى الطلاب في مختلف التخصّصات. كانت فاتحة هذه السلسلة مع الباحث المتخصّص في الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، التاريخية والسياسية، والأستاذ في “كلّية المكسيك” (El Colegio de Mexico)، د. كمال سليماني.

تمحورت محاضرة البروفيسور سليماني حول موضوعة “تداخل” الفكرَين الإسلامي والقومي، وهي عمليةٌ بدأت مع المدّ القومي في أواخر القرن التاسع عشر، وأطلقت “إعادة تفسير الإسلام ربطاً بالإثنية والقومية”، ما أدى إلى “اختلاط الإسلام بالشعور القومي”، وفقاً للباحث الذي رأى أن “الإسلاميين لا يعيشون في كونٍ آخر”، بمعنى أنهم “لا يستطيعون العيش خارج النموذج الإثني-القومي” الذي لم يتحدّاه حتى الآن “بديلٌ جدّي”.

“الدول الإسلامية إقصائيةٌ كمثيلاتها القومية”، وكّد البروفيسور سليماني، مستشهداً على نحوٍ خاص بالنموذجين التاريخيَّين التركي_ من الحقبة العثمانية وحتى الدولة الحديثة تحت حكم الإسلاميين_ والإيراني، لا في عهد الجمهورية الإسلامية فحسب، بل أيضاً في ظل الملكية. أشار الباحث إلى أن هاتين الدولتين ذات الطبيعة الإثنية-القومية والإسلامية في الآن نفسه قد حاربتا، تاريخياً، مجموعاتٍ إثنيةٍ مغايرة ذات غالبيةٍ مسلمة، بل وحاربت لغاتها أيضاً، كما كانت غير مبالية بمعاناة جماعاتٍ مسلمة كالأويغور والروهينغيا، ملمّحاً إلى أن تركيا وإيران تعطيان الأولوية لمصالحهما الجيوسياسية على حساب التضامن الإسلامي.