بمشاركة أعضاء من مجلس النواب، وممثلين عن رئاسة الوزراء وعدة وزارات في العراق، بالإضافة إلى سفراء ودبلوماسيين عرب وأجانب، ومسؤولين من مختلف وكالات الأمم المتحدة، احتفلت الجامعة الأمريكية في العراق – بغداد بالافتتاح الكبير لكرسي اليونسكو للتعليم من أجل الصحة والرفاهية، الذي مُنح رسمياً للجامعة في كانون الثاني/ يناير من هذا العام.
رحّب الدكتور مايكل مولنيكس، رئيس الجامعة الأمريكية في العراق، بالحضور من كبار الشخصيات وأعضاء الهيئة التدريسية والموظفين في الجامعة الأمريكية في العراق، معلناً أن الجامعة “الفتية والديناميكية والمتنامية والطموحة” في وضع جيد لتكون جزءاً من استراتيجية اليونسكو لبناء شبكة دولية من الشراكات الثقافية والأكاديمية التي تساهم في تنمية البلدان المضيفة، ومؤكداً أن الكرسي الجديد سيشكل علامة فارقة في تعزيز التعليم والصحة والرفاهية العامة لسكان العراق.
وأوضح الرئيس مولنيكس أن أحدث كراسي اليونسكو في العراق سيكون متوائماً بشكل وثيق مع كلية التربية والتنمية البشرية في الجامعة الأمريكية في العراق، والتي هي نفسها شريكة لكلية بيبودي للتربية والتنمية البشرية في جامعة فاندربيلت، مشيراً في هذا السياق إلى جهود الجامعة الأمريكية في العراق المستمرة في توسيع شبكة شركائها من مؤسسات التعليم العالي.
وقال الرئيس مولنيكس إن هذه الشراكات والتعاون، جنباً إلى جنب مع الكرسي المحتفى به، تعمل على “حشد الخبرات في مجال التعليم العالي والبحوث لمعالجة التحديات المتزايدة” التي تواجه العراق، من خلال النهوض بالتدريس والبحث والتدريب في المجالات المستهدفة.
ونقل مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الصحية، الدكتور صالح ضمد، تحيات رئيس الوزراء السوداني، متمنياً للمؤسسة الجديدة النجاح والتوفيق.
واعتبر الدكتور ضمد أن إنشاء الكرسي في الجامعة الأمريكية في بغداد “خطوة مهمة” نحو “تعزيز التواصل مع المجتمع الثقافي والأكاديمي العالمي”، وهو ما سيزيد من التبادل المعرفي في نطاق الكرسي.
ورأى الدكتور ضمد أن العراق بعد أن عاش في عزلة لعقود من الزمن، أصبح الآن منفتحًا على العالم، وهو بحاجة ماسة إلى تكثيف الجهود لتحديث مناهجه التعليمية بحيث تواكب أحدث ما توصل إليه العالم في مجال التعليم والبحث العلمي والابتكار.
وأطلع الدكتور حسن ناظم، نائب رئيس الجامعة الأمريكية في العراق، الحضور على تأسيس ثلاثة كراسي لليونسكو في العراق في السنوات القليلة الماضية، حيث يعتبر الكرسي المحتفى به حالياً هو الرابع في البلاد، مؤكداً أن هذه الكراسي تلعب “دوراً أساسياً في مواجهة التحديات التي تواجه أي بلد”، وأن لها “تأثيراً كبيراً على التقدم الاجتماعي”.
أنشئ الكرسي الأول في العراق حول الحوار بين الأديان في العالم الإسلامي في جامعة الكوفة.
أما الكرسي الثاني، الذي أنشئ في جامعة بغداد، فيعنى بمنع الإبادة الجماعية وبناء السلام، في حين أن الكرسي الثالث، الذي أنشئ في جامعة الموصل، يُعنى بمنع العنف والتطرف.
قال ممثل اليونسكو في العراق السيد باولو فونتاني أن هذه الكراسي التي تركز على “الشفاء والوقاية” جاءت استجابة “للأزمات والصدمات”، في حين أن أحدث كراسي اليونسكو في الجامعة الأمريكية في العراق يمثل خطوة إلى الأمام في اتجاه جديد، ملخصاً توقعات اليونسكو منه بأنه يرتقي “بالصحة البدنية والعقلية والعاطفية والروحية” للمجتمع العراقي.
وأشار السيد فونتاني إلى أن التلاميذ الذين يتلقون تعليماً عالياً عالي الجودة هم أكثر عرضة لأن يعيشوا حياة صحية بالمعنى الواسع، في حين أن العنف وتدهور الصحة العامة يدوران في حلقة مفرغة من ديناميكية يعزز بعضها بعضاً