غصّت قاعة الفضاء الأمريكي في الجامعة الأمريكية في بغداد بالحضور الطلّابي المتحمّس الذي لم يكتفِ بالاستماع إلى محاضرةٍ ألقاها السيد مستشار رئيس الوزراء للشؤون الأمنية، د. خالد اليعقوبي، حول البيئة الأمنية الاستراتيجية للعراق وأثرها على البلاد وآفاق تطوّرها، بل أمطر المُحاضِر الضيف المميّز بسيلٍ من الأسئلة حول شتى المواضيع ذات الصلة وناقشه بحماسةٍ لافتة. وقد تألّف الحضور أساساً من طلبة كلّيتَي العلاقات الدولية والقانون، فضلاً عن أعضاء في الهيئة التدريسية والكادر الإداري للجامعة ومهتمّين.

قدّم د. اليعقوبي عرضاً تاريخياً عاماً لأبرز التطوّرات، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في البيئة الأمنية للمشرق العربي ومحيطه، تلك المنطقة التي سمّاها بعضُ أبرز منظّري الجغرافيا السياسية “قلب العالم” (مع اختلاف التعريف الجغرافي الدقيق باختلاف المصادر)، حيث تشابكت عبر التاريخ صراعات “الحضارات والأديان والمصالح”، ما جعل بيئتها الأمنية “معقّدةً جداً جداً”، وفقاً للسيد المستشار الذي شدّد على أن “الأمن (في المنطقة) لا يتجزّأ… لا يمكنك أن تعيش بأمانٍ وجارك مهدّد”. وفتح العرض الذي قدّمه د. اليعقوبي الباب واسعاً أمام أسئلة الحضور التي تناولت شتّى المسائل الساخنة المتعلّقة بأمن العراق، على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وكان حواراً شيّقاً!