نظّم “مركز التميّز والابداع والتطوير” (“معهد التعليم المستمر” سابقاً) في الجامعة الأمريكية في بغداد ندوةً حول مسألة “الوعي الكربوني”، أو فهم أثر الانبعاثات الكربونية على التغيّر المناخي، ونشر الوعي بأهمية خفض “البصمة الكربونية” للأفراد والقطاع المنزلي والمؤسسات على السواء، وذلك كشرطٍ “للشراكة المجتمعية” في العمل من أجل الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية معاً.
رحّب مساعد رئيس الجامعة الأمريكية في بغداد للشؤون الأكاديمية، د. زهير عطيّة، بالضيوف الحاضرين، وكان منهم، إلى جانب باحثين وعاملين في الشأن البيئي ومسائل التحوّل أو تنويع مصادر الطاقة إلى الطاقة الخضراء والموضوعات ذات الصلة، مسؤولين حكوميين، من بينهم مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون ريادة الأعمال، د. حسين فلامرز، والوكيل الفني لوزارة البيئة، د. جاسم الفلاحي، الذي ثمّن التعاون مع الجامعة في إرساء مفاهيم الطاقة المتجددة والاستدامة البيئية في العراق.
إن “رفع مستوى الوعي، من المواطن إلى صاحب القرار،” هو شرط “الشراكة المجتمعية” في عملية التحوّل إلى “عراقٍ أخضرٍ مستدام”، قال د. الفلاحي الذي قارب مسألة التحوّل هذه من أوسع زاوية، منطلقاً من حاجات إعادة الإعمار بعد الحروب وضرورة التنويع الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد شبه الكامل على قطاع الطاقة الأحفورية وما يعنيه من ارتهانٍ اقتصاديٍ لتذبذبات أسعار النفط في الأسواق العالمية، خاصة في حين يشهد العالم ميلاً متزايداً للتحول أو التنويع إلى الطاقات “الخضراء”. وفي الآن نفسه، رأى السيد الوكيل أن خفض البصمة الكربونية (للأفراد والقطاع المنزلي والمؤسّسات على اختلافها) “ليس رفاهية”، ذلك أن المواطن بات يعاني مباشرةً آثار التغيّر المناخي في العراق الذي هو من أكثر الدول تضرراً من هذه الظاهرة، خاصة مع تراجع الوارد المائي بسبب السياسات المائية لدول المنبع، ما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة التصحّر. ودعا د. الفلاحي إلى تعاون جميع الأطراف المجتمعية في العمل من أجل تنميةٍ مستدامةٍ صديقةٍ للبيئة في شتى القطاعات، الزراعية والصناعية والسياحية، وفي قطاع الطاقة، مشدّداً على وجوب الاستثمار في الكادر البشري الشاب خاصة، وفي كافة التقنيات “الخضراء”.
خلال المنتدى، قدّم د. أمجد طلال سعيد، المستشار في “مركز التميّز والابداع والتطوير”، عرضاً بعنوان، “الإدارة البيئية: حلول حكومية مستدامة”، حيث أوجز حول شهادات “آيزو” في الاستدامة وفي الأنظمة المتكاملة لإدارة الجودة، والتزام شركاتٍ دوليةٍ بارزة بها، وكذلك شركاتٍ عراقية، منها مجموعة “رُبّان السفينة”. في هذا السياق، أعلن د. أمجد طلال سعيد إطلاق “مركز التميّز والابداع والتطوير” مشروع “محو أمّية الكربون” الذي يقدّم برامج شهاداتٍ في بناء القدرات المؤسّسية في مجال الاستدامة، كشهادة الأبنية الخضراء (LEED)، وهي شهادةٌ في التصميم البيئي والاستهلاك الكفؤ للطاقة والمياه، تُعتَبَر مؤشراً على العمارة الخضراء عالية الكفاءة. ونوّه المستشار بأن البرنامج حاصلٌ على اعتمادٍ من الأمم المتحدة.