استضافت الجامعة الأمريكية في بغداد ندوةً نظّمها دار النشر في الجامعة احتفالاً بإصداره الأخير، النسخة العربية من كتاب “عودة طالبان: أفغانستان بعد انسحاب الأمريكان”، لمؤلفه د. حسن عباس ومترجمه إلى العربية د. سـعد الحَسَـني. وكانت النسخة الأصلية من الكتاب قد صدرت عن دار النشر في جامعة ييل عام 2023. حضرت الندوة نخبةٌ من الأساتذة الجامعيين والباحثين، ومنهم مسؤولين في عددٍ من الوزارات، فضلاً عن حشدٍ من طلبة الجامعة، خاصةً في اختصاص العلاقات الدولية.
أدار الندوة مدير برنامج العراق في “المجلس الأطلسي” في واشنطن، د. عباس كاظم، فحاور المؤلّف، د. حسن عباس_ وهو باحثٌ باكستانيٌ – أمريكيّ وأستاذٌ في العلاقات الدولية في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية (NESA) التابع لوزارة الدفاع الأمريكية_ مناقشاً التطورات التي شهدتها أفغانستان بين عام 2014 ويومنا الحاضر. وكان د. حسن عباس قد نشر كتاباً عام 2014 بعنوان “انبعاث طالبان: العنف والتطرّف على الحدود الباكستانية الأفغانية”، بحث صمود طالبان كحركة بعد أن أطاح الاجتياح الأمريكي حكمَها عام 2001 وحاول أن يقضي عليها لمدةٍ تزيد على العقد من الزمن، لتعيد الحركة تنظيم نفسها وتستعيد السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد بحلول عام 2014، قبل أن تستعيد كابل وتعود لحكم البلاد كلِّها العام الماضي.
نحن إزاء “أفغانستان جديدة” قد “أُجبِرت على العصرنة”، وفقاً للدكتور حسن عباس الذي يشير إلى تطوّر حركة طالبان من تنظيمٍ ذي قاعدةٍ ريفيةٍ بغالبيتها، “نظرته للعالم دينيةٌ دوغمائيةٌ جامدة”، إلى تنظيمٍ اختبر قادته الحياة في مدنٍ كالدوحة، “وفي يد كلٍّ من أعضائه هاتفٌ” ذكي، كمؤشراتٍ على أن الحركة لم تعد “دوغمائيةً وأمّيةً أو متخلفة” كما كانت، وأنها بالتالي باتت منفتحةً على الحوار. وللنقطة الأخيرة أهميةٌ بالغة، ففي رأي د. حسن عباس، ينبغي التمييز بين النخبة الدينية لطالبان، ومقرّها قندهار، وهي ليست مهتمةً كثيراً بالاعتراف بها أو بالحوار، وبين “البراغماتيين” في كابل، القابلين للحوار، وفقاً لمؤلف الكتاب نفسه.