استضاف الفضاء الأمريكي في الجامعة الأمريكية في بغداد، بالتعاون مع الجمعية العراقية لرعاية الإبداع العلمي والتكنولوجي ومكتب التراث الوطني والإعلام والسياسات في الجامعة، ندوةً بعنوان “الذكاء الاصطناعي وحفظ التراث الثقافي للعراق: الحماية والرقمنة والوصول العام”، حيث قدّم الدكتور عباس الزبيدي، الأستاذ المساعد في علم الأشعة والسونار في كلية تقنيات الرعاية الصحية في الجامعة، عرضاً تقديمياً حول هذا الموضوع الشيّق لحضورٍ طلابيٍّ متحمّس.

ثروة بلاد ما بين النهرين من التراث الحضاري تتهدّدها الحروب والنهب والاتجار غير المشروع، فضلاً عن البناء غير المنظَّم الذي يتعدى على المواقع الأثرية؛ وذلك في حين تتوافر موارد محدودة فقط للحفاظ على هذه الكنوز الثقافية التي تعني البشرية جمعاء، قال د. الزبيدي، شارحاً استخدام بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في رقمنة وفهم وإعادة تصوّر الهياكل المعمارية والقطع الأثرية والوثائق القديمة، بما يساعد على اكتشاف المخاطر ودعم عملية اتخاذ القرارات في تحديد الأولويات في جهود حفظ التراث الحضاري وترميمه وإعادة بنائه، فضلاً عن إتاحة المتاحف الافتراضية وتعزيز السرد القصصي التعليمي.

في النقاش الذي أعقب عرض الدكتور الزبيدي، أبدى طلاب الجامعة اهتماماً كبيراً بالحفاظ على تراثهم الثقافي القديم ودراسته، باعتباره حجر الزاوية لفهم تاريخ بلادهم. وفي هذا الصدد، تحدّثت عميدة كلية الآداب والعلوم في الجامعة، الدكتورة مونيكا حنا، عن أهمية الدراسات متعددة التخصصات التي تشمل دراسة علم الآثار، وذلك في تسليط الضوء على العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية بين بلاد الرافدين ومصر، على سبيل المثال. إن هذا الفهم العميق ومتعدد الأوجه لتاريخ الأمة لا غنى عنه في تكوين رؤيةٍ واضحةٍ لتشكيل حاضرها والعمل بثقة نحو مستقبلها.