نشرت “المجلة المفتوحة للعلوم السياسية”، الصادرة عن (Scientific Research Publishing)، مقالاً بحثياً للطالبة في كلّية الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية في بغداد، ريم زياد عارف، بعنوان، “العشائر والديمقراطية في العراق: هل تكون العشائر العراقية جسراً للعبور إلى الديمقراطية؟”

بالإضافة إلى مراجعةٍ واسعةٍ لأدبياتٍ حول المسألة، أجرت الباحثة الصاعدة مقابلاتٍ فرديةٍ مع خبراء في الشأن ومع عددٍ من شيوخ العشائر ورجالها؛ كما أجرت استبياناً سعت فيه لتلمّس اتجاهات الرأي العام حول عددٍ من المسائل الرئيسية ذات الصلة. وقد أثمر عملها ورقةً بحثيةً حاولت رسم ملامح جدليّة التأثير المتبادل بين العشائر والنظام السياسي في العراق، بدءً بتأسيس النظام الملكي في مطلع عشرينيات القرن الماضي وحتى يومنا الحاضر، مروراً بمحطّاتٍ رئيسيةٍ في تاريخ البلاد، أبرزها الاجتياح الأمريكي عام 2003 والموجة التدميرية التي أُطلِقت على البلاد عام 2014، تحت مسمّى “الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش”.

تُقارِب ريم في ورقتها البحثية أطروحاتٍ متناقضةٍ حول هذا الموضوع الأساسي في الحياة الاجتماعية والسياسية في العراق، فمن ناحية، تطرح ورقتها مقولاتٍ قَطْعيّةٍ مثل: “تناقض العشائرية وبُنيتها، على نحو جوهري، الحوكمة الديمقراطية… حان وقت أن تحدّ الحكومة من دور العشائر في العراق، ليقتصر على الرمزي”. ومن الناحية الأخرى، توضح الورقة بشكلٍ جليٍّ أن “العشائر وفروعها… تشكّل الجزء الأكبر من الواقع الاجتماعي في الدولة”، واصفةً وجود العشائر بأنه “أصيلٌ وضروريٌ لتماسك النسيج الاجتماعي”، ومشبّهةً دورها بدور “شبكات الأمان حين تنهار الحكومة”. ينبغي الإضاءة هنا على ما جاء في الاستبيان الذي أجرته ريم، حيث وافق جميع مَن استُطلِعت آراءهم على القول إن “نفوذ العشائر يتزايد حين تضعف الدولة”، حيث “تنحو العشائر إلى لعب أدوار الحماية والحوكمة في ظل غياب السلطة القوية للدولة”. وتشير الباحثة هنا، على وجه الخصوص، إلى “الفراغ في السلطة في عامَي 2003 و2014”.

رغم الدور الحيوي الذي تلعبه العشائر حين تنهار سلطة الدولة أو تنهار الدولة نفسها، فإن “وجود نحو 150 تجمّعاً عشائرياً في أنحاء البلاد يعني أيضاً وجود 2000 هوية عشائرية ممجَّدة تؤثّر على الوحدة الوطنية… إن لإعلاء الهوية العشائرية فوق الهوية الوطنية تداعياتٍ خطيرةٍ على (آفاق) بناء الدولة القوية”، تقتبس ريم.

 

يمكن الولوج إلى المقالة عبر الرابط التالي:

“Tribes and Democracy in Iraq–Are Iraqi Tribes a Steppingstone on the Path to Democracy?”