كجزءٍ من فعاليات الترحيب بالطلاب الجدد في مطلع الفصل الدراسي، وعلى مدى أيامٍ ثلاثة، نظّم مركز الصحة النفسية في الجامعة الأمريكية في بغداد سلسلةً من الأنشطة التثقيفية-الترفيهية في الهواء الطلق، في رحاب الحرم الجامعي المميّز، رمت إلى مساعدة الطلاب على بدء الفصل الدراسي بأجواءٍ إيجابية وإلى دعم صحتهم النفسية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وذلك عن طريق تعريفهم بمبادئ التثقيف النفسي و”رعاية الذات” وفهم العواطف وإدارتها، فضلاً عن إرساء عقلية التعلّم والنمو على جميع الأصعدة، لا سيما الإدراكية والنفسية. تعرّف الطلاب خلال الأنشطة على بعض مؤشرات الصحة النفسية ومتى يجب طلب المساعدة من الاستشاريين أو المعالِجين النفسيين، كما تعرّفوا إلى السيدة يسرى مسعد، مسؤولة مركز الصحة النفسية في الجامعة، وتعرّفوا على الخدمات التي يقدّمها المركز.
“الوقاية خيرٌ من العلاج”. يعكس هذا المَثَل الشعبي جانباً مهماً من مفهوم “التثقيف النفسي” (Psychoeducation)، تقول السيدة يسرى مسعد، موضحةً أن ثمة طلاباً يحتاجون المساعدة في التغلّب على مشكلاتٍ بسيطةٍ نسبياً في مجال الصحة النفسية، لا تستوجب جلساتٍ إستشاريةٍ فردية. بإمكان هؤلاء الاستفادة من المعلومات المقدَّمة خلال الأنشطة وورشات العمل كالتي نظّمها مركز الصحة النفسية، وذلك لتثقيف أنفسهم في هذا المجال، بحيث يتمكّنون من التعامل مع التحديات النفسية هذه والحؤول دون تطوّرها، كاحتمال، إلى مشاكلٍ تعوّق الوظائف الإدراكية أو تشوّهها وتسبّب اختلال السلوك والأداء، بما يستوجب العلاج النفسي، تقول الاستشارية في الصحة النفسية. ولا تقتصر الحاجة إلى التثقيف النفسي على أصحاب هذا النوع من المشكلات، والأكثر شيوعاً منها هو القلق والاكتئاب، بل قد يحتاج إلى هذا التثقيف عموم الطلبة المنتقلين تواً من حياة المدرسة إلى حياة الجامعة، وما يعنيه ذلك من تحدّياتٍ تتعلّق بالتكيّف مع هذه البيئة الجديدة ومتطلباتها الاجتماعية والدراسية، وبالتواصل مع الناس فيها، تضيف السيدة يسرى مسعد.
تضمنّت الأنشطة المتعلقة بتعزيز الصحة النفسية، من بين الأنشطة الخارجية التي نظّمتها الجامعة على مدى الأيام الثلاثة، تدريباً على صناعة الأساور يدوياً عبر خيط الخرز. فبالإضافة إلى الأثر الإيجابي للعمل اليدوي على الحالة النفسية عموماً، يمكن استخدام السوار للعدّ، عند التوتّر، كوسيلةٍ لتهدئة الأعصاب. وكان من ضمن الأنشطة أيضاً تمارين في تصميم أنماطٍ حياتيةٍ تخصّص حيّزاً مهماً لـ”رعاية الذات”، وذلك عبر ممارسة الرياضة بانتظام واعتياد تحدّي الذات عبر الخوض في تجاربٍ جديدةٍ ومفيدة، كمثالين فقط.