نظّم معهد التعليم المستمر ومركز التغيّر المناخي والأمن المائي والاستدامة البيئية في الجامعة الأمريكية في بغداد ندوةً حول معايير الجودة الدولية والتحدّيات الذي يطرحها التغيّر المناخي على العراق، متناولةً المسألة في إطارها الأوسع، الإقليمي والعالمي. حضر الندوة مسؤولون حكوميون وحشدٌ من الأكاديميين والمهتمين العاملين في شتى القطاعات، تابعوا عروضاً حول المواصفات البيئية التي باتت تُدخِلها المنظمة الدولية للمعايير (ISO) في جميع أنظمة المواصفات، وحول أسباب تغيّر المناخ عالمياً، وآثاره على ما يُعرَف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

“نبحث عن حلولٍ لمشاكل العراق،” ومن أبرزها التغيّر المناخي؛ وترتبط الحلول تلك بقطاعاتٍ وسياساتٍ، بل وحكوماتٍ عديدة، قال المدير التنفيذي لمعهد التعليم المستمر في الجامعة الأمريكية في بغداد، السيد زياد شعبان، متحدثاً عن أهمية لعب فئات المجتمع كلّها أدوارها المختلفة في مواجهة تحدّيات التغيّر المناخي. “ليس صحيحاً أننا عاجزون” في هذا الإطار، أكد السيد شعبان، مشيراً إلى أن معايير الاستدامة البيئية باتت من ضمن معايير تصنيف المؤسّسات كافة، وأن المعهد حريصٌ على القيام بدوره في توعية الطلبة والأساتذة على حدٍّ سواء بأهمية إعادة تدوير النفايات والتوسّع في استخدام مصادر الطاقة المتجدّدة وجعل مفهوم الاستدامة البيئية في أساس تصميم المباني والآلات، وغيرها العديد من المفاهيم ذات الصلة بخلق بيئةٍ أفضل لنا جميعاً وللأجيال المقبلة. 

قدّم مدير مركز التغيّر المناخي في الجامعة الأمريكية في بغداد، د. دايفد كارغبو، عرضاً حول أسباب التغيّر المناخي وآثاره على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتاً إلى حقيقة “تجاوز مسبّبات وآثار (هذه الظاهرة) الحدود الوطنية، بما يؤثّر على جميع أقاليم الكوكب، وإن بدرجاتٍ متفاوتة،” ما يعني الحاجة إلى “حلولٍ عالمية.” رأى د. كارغبو أن النشاط البشري هو “المسبّب الأول” للتغيّر المناخي، و”أننا كبشر قادرون على الاستجابة” لهذا التحدّي. إن دراسة هذه الظاهرة واجتراح الحلول ذات الصلة هي عمليةٌ تعني بالضرورة جميع التخصّصات الأكاديمية، أشار د. كارغبو، ملقياً الضوء على محورية الدور الذي يُتوقّع أن يلعبه مركز التغيّر المناخي في هذه السياق في إطار الجامعة وفي الإطار الاجتماعي الأوسع.