استضافت الجامعة الأمريكية في بغداد مؤتمراً لشركة “واحدة الذكاء” المختصة بتقديم حلول المعلوماتية والأمن السيبراني والاتصالات؛ وحضر المؤتمر الذي بحث “تحديات الأمن السيبراني في عصر التحوّل الرقمي”، إلى جانب الحشد من الممثّلين عن المصارف ومختلف الشركات العراقية والدولية من القطاعين العام والخاص، ممثّلين عن رئاسة الوزراء ووزارتَي الدفاع والنفط وأجهزة الأمن العراقية وهيئاتٍ عامة، فضلاً عن رئيس نقابة المهندسين العراقيين وقضاة.
لم يكن اختيار “واحة الذكاء” لحرم الجامعة الأمريكية في بغداد كمكانٍ لعقد المؤتمر صدفةً، إذ أن الجامعة أبرز مشاريع الشركة، فهي “أول مدينة ذكية في العراق”، ومركز البيانات فيها هو الأكبر في البلاد، وفقاً لنائب رئيس الشركة، السيد سارو مانويل. يشرح الأخير أن الشركة، في تطويرها البرمجيات وتقديم حلول الأمن السيبراني و”إنترنت الأشياء” ومنظومات السيطرة في قطاعات الطاقة وغيرها من القطاعات، تعتمد على كوادر عراقية بالكامل، تتألف أساساً من نحو مئة مهندسٍ ومهندسة، يتّبعون “أفضل المنهجيات” المستمدة من خبرة عشر سنوات؛ وتشهد على جودة خدمات الشركة وكفاءة عملها شهادات الآيزو الـ27 التي نالتها الشركة.
بناء الكوادر الكفؤة في مجال الأمن السيبراني ضرورةٌ للاقتصاد العراقي، رأى المدير التنفيذي لمعهد التعليم المستمر في الجامعة الأمريكية في بغداد، السيد زياد شعبان، الذي شرح أن عملية بناء الكوادر تلك تجري على مسارَين، واحدٌ مستقبلي، مبنيٌّ على التعليم الجامعي التقليدي في هذا المجال، والآخر راهن، يتمثّل بتأهيل وتدريب القوى العاملة الحالية في مجال المعلوماتية، وذلك عبر برامج التعليم المستمر. عملية التحوّل الرقمي تحتاج التنسيق بين الهيئات الحكومية ومؤسّسات القطاع الخاص والجامعات، ويجب الاعتماد في ذلك على الكوادر العراقية، ضماناً للاستدامة، قال السيد شعبان.
الحكومة العراقية جادةٌ في مسألة التحوّل الرقمي، ودورها كبيرٌ في هذا المجال، أكّد ممثّل هيئة الإعلام والاتصالات، السيد محمد الغرباوي، مشيراً إلى أن عملية التحوّل تلك تحتاج بنىً تحتية تحمي بيانات الأفراد ومختلف مؤسّسات القطاعَين العام والخاص. ولفت السيد الغرباوي إلى الحاجة إلى قوانين جديدة أو محدَّثة في هذا المجال، وإلى بناء وتأهيل الكادر البشري، وتبادل الخبرات بين الدول.