بعد قرابة أربع سنواتٍ على انطلاقتها، احتفلت الجامعة الأمريكية في بغداد بتخريج الدفعة الأولى من طلبتها في حفلٍ مميّزٍ حضره، إلى جانب الطلبة المتخرّجين وعائلاتهم وأعضاء في الكادر التدريسي والإداري في الجامعة، مسؤولون حكوميون ودبلوماسيون وضباطٌ ووجهاءٌ وقادة أعمال.

في الهواء الطلق، وأمام قصر الفاو البهيّ المتلألئ بالأنوار، سار “الموكب الأكاديمي” إلى المنصة، يتقدّمه كبير أعضاء الهيئة التدريسية، فالطلبة المتخرّجون، فعمداء الكلّيات والأساتذة، فرئيس الجامعة يرافقه “الأب المؤسِّس” لها.

“الأب المؤسّس” للجامعة الأمريكية في بغداد، السيد سعدي وهيّب صيهود، رأى في الحدث “تتويجاً لحُلُمٍ طالَ انتظارهُ، حُلُمٍ لم يكن شخصيًا لعائلتي فحسب، بل هو مشروعٌ وطنيٌ آمنتُ به وسعيتُ لتحقيقه، لأنه يمثَّلُ لبنةً أساسيةً في بناءِ مستقبل هذا الوطن.” وتابع السيد صيهود قائلاً، “لا أرغب في استعراض التحديات التي رافقت تأسيس الجامعة، ولا الخوض في أهمية اعتماد المناهج الأمريكية واللغة الإنجليزية، فهذه لحظةُ فرحٍ لا يليق بها سوَى الفرح. وكلّ ما أشعرُ به تختصرهُ وجوهكم المضيئة، ودموعُ الفخرِ في عيون أهلِكم، واعتزِازنا بكم… تخرّجُكم لا يعني نهاية العلاقة مع الجامعة، بل هو بداية عهد جديد،” معلناً تأسيس “ملتقى خريجي الجامعة الأمريكية، ليكونَ منبرًا دائمًا لأفكاركم وطموحاتِكم، وامتدادًا لمسيرتِكم. فأنتم جزءٌ لا يتجزأ من هذا الحُلم، ولن تكون الجامعةَ يومًا مكانًا ينسى أبناءَه.” وأعلن السيد صيهود أيضاً إنجاز تمثالٍ برونزيٍّ للدكتور مولنيكس، نحته الفنانُ العراقي الكبيرُ الأستاذ نداء كاظم، “سيُزيَّن به الحرم الجامعي قريبًا، تخليدًا لجهودِ (الرئيس المؤسِّس) وتكريسًا لثقافةِ الوفاء في حياتِنا.”

“إنها لحظةٌ مثيرةٌ بالنسبة للطلبة، لكنها غالباً ما تجمع الحلو بالمرّ بالنسبة للأهالي الذين يشاهدون أبناءهم يكبرون ليصيروا شباباً يستعدّون لبدء حياتهم العملية. كوالد، أعلم أنه من الصعب مراقبة أولادكم فيما يدخلون مرحلةً جديدةً من الحياة، لكني في الوقت عينه واثقٌ من أن أعضاء الهيئة التدريسية والكادر الإداري في الجامعة الأمريكية في بغداد قد أهّلوا الخرّيجين المجتمعين هنا اليوم تأهيلاً تاماً، بحيث باتوا الآن مستعدين للانتقال إلى مواجهة التحديات التي تنتظرهم،” قال الرئيس المؤسّس للجامعة الأمريكية في بغداد، د. مايكل مولنيكس، معلناً بفخرٍ أن “جميع خرّيجينا قد استحصلوا على وظائف جيدة حتى قبل أن يتخرّجوا، إذ سيتنقلون للعمل في شركاتٍ بارزةٍ تعرفون أسماءها. أهنّئكم جميعاً على دخولكم عِداد القوى العاملة مباشرةً بعد دراستكم الجامعية!”

انتهز د. مولنيكس الفرصة ليعلن انتقاله من رئاسة الجامعة إلى دوره الجديد كرئيسٍ لمجلس الأمناء ورئيسٍ فخريٍّ للجامعة، حيث سيستمر بالبناء على التقدّم الحاصل وبتوجيه المؤسّسة في المرحلة الجديدة من النمو التي تدخلها توّاً. رحّب د. مولنيكس بالرئيس الجديد للجامعة، د. برادلي كوك، الذي بدوره قد انتقل للتو من منصبه كرئيسٍ للجامعة الأمريكية في البحرين. أثنى د. مولنيكس على خلَفه، واصفاً إياه بالباحث ذي السمعة من ذهب وبصاحب الخبرة الواسعة، منوّهاً أيضاً بالجهود المميّزة من طرف العاملين في مكتب رئاسة الجامعة. وأعلن د. مولنيكس أيضاً منح الجامعة زوجته، د. إستر مولنيكس، لقب “أستاذة متمرّسة،” تقديراً لإسهاماتها المميّزة، وهي “الباحثة والمؤلفة واستاذة علم النفس، وكانت أيضاً قد شغلت مناصب عميدة كلّية ونائب رئيس جامعة ورئيسة جامعة.”

 

“اليوم هو يوم فخرٍ وفرحٍ ووعد… فيما أستعد لأتسنّم منصب رئيس الجامعة الأمريكية في بغداد، أفعل ذلك بتواضعٍ وأمل. أقدّر حجم هذه المسؤولية، وبإذن الله، سأخدم بنزاهةٍ وطاقةٍ والتزامٍ لا يلين،” قال د. برادلي كوك في خطابه الأول في الجامعة، معبّراً عن دفئ مشاعره تجاه “هذه المنطقة”، حيث أمضى الكثير من حياته “في دراسة تاريخها والسير في شوارعها والتعلّم من ناسها… العراق بلد الحضارات: بلدٌ عظيم بشعبه وتاريخه وأحلامه،” أضاف د. كوك، مؤكداً إيمانه “بمستقبلٍ من السلام والازدهار والتجدّد، لأنني أؤمن بكم.”