بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق وبرنامج تطوير القانون التجاري التابع لوزارة التجارة الأمريكية، استضافت الجامعة الأمريكية في العراق – بغداد مسابقة التحكيم السنوية الثانية في العراق في حرمها الجامعي، والتي افتتحت في 20 فبراير 2022 واستمرت لمدة ثلاثة أيام حتى 22 من الشهر نفسه.
وتشارك فرق كلية القانون من مختلف الجامعات في المحكمة الصورية، وهي مسابقة فيليم فيس الصورية السنوية للتحكيم التجاري الدولي (Vis Moot)، والتي تعتبر المنصة التعليمية الأولى في العالم للتحكيم التجاري الدولي.
وقد رحّب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور مايكل مولنيكس بالحضور في حفل الافتتاح في “بيتهم الثاني”، ودعاهم إلى القيام بجولة في حرم الجامعة ومرافقها، “المكان المميز” الذي، على الرغم من حداثة عهده كجامعة، قد ضمن مكانته كـ “جامعة بحثية من المستوى الأول” من شأنها أن تساهم في “إنعاش الاقتصاد العراقي واستعادة الريادة العراقية في المنطقة وخارجها”، كما قال الرئيس مولنيكس.
وقد أقامت الجامعة الأمريكية في بغداد بالفعل شراكات مع بعض الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة وأوروبا، ووقعت اتفاقيات تعاون مع العديد من الهيئات الحكومية العراقية، مثل وزارات العدل والثقافة و”الشباب والرياضة”، فضلاً عن شركات الأعمال والمؤسسات البحثية المتخصصة مثل مؤسسة كونراد أديناور ستيفتونغ, وأوضح رئيس الجامعة الأمريكية في العراق أن “التعليم على النمط الأمريكي”، والذي يتمثل حجر الزاوية فيه في تدريس الفنون الليبرالية واسعة النطاق وتطويرها في السنوات الأولى من حياة الطلاب الأكاديمية، وفي أي فترة من حياة المهنيين العاملين الملتحقين بمعهد التعليم المستمر التابع للجامعة، مما يجعلهم “أذكياء في الحياة.”
وأشار الرئيس مولنيكس إلى أن محكمة فيس الافتراضية الصورية على النمط الأمريكي نفسه، حيث تغرس التفكير النقدي والثقة في نفوس الطلاب، فضلاً عن مهارات الخطابة والحوار المفتوح والتفاوض.
من جانبه، أعرب وزير العدل العراقي، القاضي سلار عبد الستار، عن تقديره لدور الجامعة الأمريكية في العراق في “النهوض بالعلم والتنمية” في العراق، مشيدًا بكفاءة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وتقنيات التعليم الحديثة التي تعتمدها.
وأثنى الوزير على استضافة الجامعة الأميركية في العراق للمحكمة الافتراضية، مسلطاً الضوء على دور الأخيرة المهم في تكامل الدراسة النظرية مع الخبرة العملية “في وسط علمي ومهني”.
وقد رأى الوزير عبد الستار أن اللجوء إلى التحكيم في تسوية المنازعات التجارية أصبح ضرورة من ضرورات العمل التجاري العالمي في الوقت الراهن، وأن التحكيم يعتبر أكثر الآليات فعالية بحكم بساطة إجراءاته واختصار زمنه، مقارنة بالإجراءات القضائية العادية، فضلاً عن أحقية الأطراف المتنازعة في اختيار المحكمين، وسرية الإجراءات وفق الأعراف الدولية، وبالتالي “حماية سمعة” الأطراف المعنية ومنحها “راحة البال”.
وهذا، وفقًا للوزير عبد الستار، يتناقض مع الوضع القائم في النظام القضائي العادي، حيث تكون الجلسات والإجراءات متاحة للجمهور بشكل عام.
وبالتالي، واستناداً إلى اعتراف القانون العراقي بالتحكيم، تحدث الوزير عبد الستار عن الحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية أسرع وتيرة نحو اعتماد “التحكيم الدولي” كآلية أساسية لتسوية المنازعات التجارية. وفي سياق متصل، أشار الملحق العدلي في السفارة الأمريكية في بغداد إلى مداولات منتدى مارس 2014 في دبي، حيث تحدث القضاة العراقيون عن “حاجة بلادهم للانضمام إلى اتفاقية نيويورك” الخاصة بالتحكيم الدولي، مشيراً إلى أن الاتفاقية “دخلت حيز التنفيذ بالنسبة للعراق” في التاسع من فبراير 2022، بحسب الدبلوماسي الذي وصف برنامج تطوير القانون التجاري بأنه “أفضل شريك لطلاب القانون والمحامين والقضاء العراقي”، متعهداً باستمرار دعمه.
وتأهلت أربعة فرق من الفرق الجامعية العراقية المتنافسة للمشاركة في المسابقة المقبلة في البحرين الشهر المقبل، استعداداً للمسابقة النهائية التي ستنظمها لجنة الأمم المتحدة للقانون التجاري الدولي (الأونسيترال) في العاصمة النمساوية فيينا، حيث ستتنافس فرق من أكثر من 300 جامعة حول العالم.  

الجامعة الأمريكية في العراق – بغداد هي جامعة غير ربحية تأسست عام 2018.
وتضم حالياً ثماني كليات.