نظّمت كلّية الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية في بغداد محاضرةً حول “التحدّيات الهيكلية التي تواجه الاتحاد الأوروبي في عام 2025″، ألقاها عبر الإنترنت المتحدّث الضيف د. أندريس دي كاسترو غارسيا، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية والأمن الدولي ونائب مدير “معهد الجنرال غوتيريز ميلادو” لأبحاث الأمن في “الجامعة الوطنية للتعليم عن بعد” (UNED) في مدريد. وكانت المحاضرة هي الثانية في “سلسلة محاضرات المتحدّثين الزوّار”، وهي حدثٌ أسبوعيٌ متجدّدٌ ومفتوحٌ للمهتمين، تنظّمه كلّية الدراسات الدولية في الجامعة، يجلب خبرات باحثين مرموقين عالمياً إلى طلبة الدراسات الدولية أساساً، وإلى الطلاب في مختلف التخصّصات وأسرة الجامعة عموماً.
قدّم د. آدم ماير، الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية ودراسات الأمن في كلّية الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية في بغداد، د. غارسيا على أنه “مثقفٌ إسبانيٌ محافظٌ مرموق”. وصف المتحدث الضيف الاتحاد الأوروبي على أنه “تجربةٌ اجتماعية-سياسية-اقتصادية (خاصة أو فريدة) للغاية”، إذ أعطى خلفيةً تاريخيةً لنشأة الاتحاد بعد الحروب الأوروبية البينية المتكرّرة، ونتيجةً لرغبة الأمم الأوروبية بوضع حدٍّ لهذه الحروب عبر خلق “مجتمعٍ من الأمم” الأوروبية.
غير أن “مشروع الاتحاد الأوروبي يتجاهل الهويات القومية” المتميّزة للأمم الأعضاء، كما يتجاهل مصالحها المتباينة أو “الفوارق الثقافية والاقتصادية” فيما بينها، وفقاً للدكتور غارسيا الذي يشير، بناءً على ما تقدّم، إلى أن مفهوم “السيادة المجمَّعة” لهيكل الاتحاد، الناتج عن تخلّي الأمم الأوروبية عن سيادتها القومية (أو جزءٍ منها، على الأقل) لصالح هذا الهيكل، أثبت أنه إشكالي جداً، بالتوصيف الأدنى. وأضاف الباحث أن توسّع الاتحاد الأوروبي شرقاً، الذي رأى فيه لعبةً جيوسياسية، قوّض المصالح الاقتصادية للأمم الأعضاء وكذلك أمنها، ما أسهم بصعود “القوى السياسية غير الليبرالية، اليسارية منها واليمينية”.