مريم أحمد
الصيدلة
عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، كان لدي درس الأحياء في المدرسة الثانوية، وكان موضوعنا عن العفن الأسود. كطالبة لم تكن تعرف شيئاً عن الموضوع، سألت معلمتي سؤالاً: هل ينمو على الخبز الأسود؟ (في العراق نطلق على الخبز المصنوع من القمح الخبز الأسود) ضحك الجميع بما في ذلك المعلمة. قد يكون من السذاجة التفكير في ذلك، لكني ما زلت أتذكر هذا الموقف حتى الآن. من ذلك اليوم قررت ألا أسأل أسئلة (ألا أكون فضولية)، وأكتفي بالحصول على المعلومات من المعلمة والكتاب فقط، ومع مرور الأيام، بدأت قدراتي العقلية تتراجع، وكل مهاراتي، والتفكير النقدي، والخيال، والفضول بدأ يتلاشى، وكنت طفلة في الثانية عشرة من عمري! بعد المدرسة الثانوية، وعندما قُبلت في الجامعة الأمريكية في بغداد، بدأت احضر الدروس، وصُدمت من المعلمين، إذ كانوا يريدون منا أن نتحدث، ونُبدي آراءنا، ونحلل المعلومات، وهو شيء لم أعتد عليه في المدرسة الثانوية. بعد فترة، أدركت أن هذه المهارات هي ما تجعلني كائناً واعياً! لست حاسوباً يتلقى البيانات والمعلومات فقط! يمكنني التفكير، والتحليل، والإبداع! التفكير النقدي والفضول هما المفتاح لحل مشكلاتنا، والعلماء دائماً ما كان لديهم هذا النوع من الخيال الذي قادهم لابتكار شيء جديد ومفيد. والآن، أؤمن بأن كل إنسان لديه عقل عبقري داخله، ولكن للأسف يتلاشى يوماً بعد يوم إذا لم نغذِّه.